محمد نجيم (الرباط)
بمشاركة عدد من النقاد والجامعيين المغاربة، تنظم دار الشعر بتطوان، التابعة لثقافية الشارقة، اليوم، ندوة حول «جغرافية الشعر المغربي المعاصر»، وذلك ضمن البرنامج النقدي للمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث، والذي ينظم بمدينة شفشاون المغربية. ويشارك في هذه الندوة النقدية الأكاديمية، كل من الناقد عبدالله شريق والناقد حسن مخافي والناقد خالد بلقاسم، وذلك لمقاربة أسئلة من قبيل: هل يمكن الحديث عن جغرافية شعرية مغربية ذات خصائص واضحة، ضمن أفق معرفي مؤطِّر لها، هو «الجغرافية الثقافية»؟ وهل يتعلق الأمر بجغرافية واحدة أم بجغرافيات مغربية، حيث تنوعت تجارب الشعراء، وتعددت بتعدد الجهات الشعرية التي ينتمون إليها؟ وما هي المرجعيات الثقافية والفنية التي ارتبطت بها التحولات الكبرى التي عرفها الشعر المغربي المعاصر؟ وماذا عن حضور الشعر في المجال أو الفضاء المغربي؟ وماذا عن تمثل الشعر لمجاله، وكيف اعتنى الشعراء المغاربة بالفضاء الجغرافي، ليعملوا على تبْيٍئَة القصيدة في مجالها، واستنبات تجربة شعرية من داخل هذا المجال، أو ما يسمى «كتابة المكان» في الأدبيات الجغرافية؟ ماذا عن جغرافية النص الشعري المغربي إذن، وكيف كتب الشاعر روح المكان، وكيف أبدع وطنه الشعري من جديد؟ وهل استلهم الشاعر المغربي تراثه الشعري المغربي، منذ العصر الإدريسي، إلى العصور الأخيرة؟ أليس لهذا الشعر ذاكرة؟ وكيف تفاعل الشاعر المغربي مع الشعرية الأندلسية، باعتبارها امتداداً لجغرافية الشعر المغربي عبر التاريخ؟ وماذا عن المتوسط باعتباره فضاء حاضناً لهذه الجغرافية الشعرية؟ وكيف تفاعل الشعر المغربي مع بعض المرجعيات والخطابات، من قبيل المرجعية الحداثية وخطاب ما بعد الحداثة، والتراث الأسطوري، والخطاب الصوفي. وهل استحضر المدونة الصوفية المغربية، وإنتاجها الغزير، أم أنه اكتفى، في أغلب نماذجه، بالمرجعيتين الصوفيتين المشرقية والأندلسية؟ فالشعر المغربي لم يعد مشدوداً إلى محيط واحد أو إلى مركز واحد، متمثلاً في المركزية المشرقية، التراثية والحديثة سواء بسواء، بل فتح المركزية الغربية ومتح منها، ليصبح الشعر المغربي في وضع مركب، وهو يسافر في الغرب ليقرأ الشرق، وليكتب قصيدته الخاصة، تلك التي لا تستمد خصوصيتها إلا بمقدار انفتاحها على ما هو كوني، بعيداً عن أي نزوع نحو الانغلاق الذاتي، أو الاستسلام لمركزية شعرية واحدة. في مقابل ذلك، يستأنف الشعراء المغاربة مغامرة الانفتاح على شعريات العالم، حتى بات شعراؤنا أكثر انفتاحاً على شعرية أميركا اللاتينية، كما توجه آخرون إلى استدعاء شعر الهايكو الياباني، وكتابته كتابة شعرية مغربية. وفي ذلك استمرار لهذا الانفتاح الشعري المتواصل.